معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٦٨
و العرب تقول للفرس إذا كان قائما على غير علف : صائم، وذلك أن له قوتين [قوتا غدوة] «١» وقوتا عشية فشبه بتسحر الآدمي وإفطاره.
وقوله : قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ (٦).
علّموا أهليكم ما يدفعون به المعاصي، علموهم ذلك.
وقوله : تَوْبَةً نَصُوحاً (٨).
قرأها بفتح النون أهل المدينة والأعمش، وذكر عن عاصم والحسن «نَصُوحاً»، بضم النون، وكأن الذين قالوا :«نَصُوحاً» أرادوا المصدر مثل : قعودا، والذين قالوا :«نَصُوحاً» جعلوه «٢» من صفة التوبة، ومعناها : يحدّث نفسه إذا تاب من ذلك الذنب ألّا يعود إليه أبدا.
وقوله : يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا (٨).
لا يقوله كل من دخل الجنة، إنما يقوله أدناهم منزلة وذلك : أن السابقين فيما ذكر يمرون كالبرق على الصراط، وبعضهم كالريح، وبعضهم كالفرس الجواد، وبعضهم حبوا وزحفا، فأولئك «٣» الذين يقولون :«رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا» حتّى ننجو.
ولو قرأ قارئ :«وَ يُدْخِلَكُمْ «٤»» جزما لكان وجها لأن الجواب فى عسى فيضمر فى عسى - الفاء، وينوى بالدخول أن يكون معطوفا على موقع الفاء، ولم يقرأ به أحد «٥»، ومثله :«فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ» «٦».
ومثله قول الشاعر :
فأبلونى بليتكم لعلى أصالحكم، واستدرج نويّا «٧»
فجزم [لأنه نوى الرد على لعلى ] «٨».
(٢) فى ش : جعلوا تحريف.
(٣) فى ش : أولئك.
(٤) قبلها :«تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ».
(٥) قرأ به ابن أبى عبلة (تفسير القرطبي : ١٨/ ٢٠).
(٦) المنافقون : ١٠
(٧) البيت لأبى دواد. أبلونى : أحسنوا صنيعكم إلى. والبلية : اسم منه. أستدرج : أرجع أدراجى.
نوى : نواى، والنوى : الوجه الذي يقصد. انظر الخصائص : ١/ ١٧٦.
(٨) سقط فى ح ش.