معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧١
و لم يقل :«بذنوبهم» لأنّ فى الذنب فعلا، وكل واحد أضفته إلى قوم بعد أن يكون فعلا أدّى عن جمع أفاعيلهم»
، ألا ترى أنك تقول : قد أذنب القوم إذنابا، ففى معنى إذناب : ذنوب، وكذلك تقول : خرجت أعطيته الناس وعطاء الناس فالمعنى واحد واللّه أعلم.
وقوله : فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (١١). اجتمعوا على تخفيف السّحق، ولو قرئت : فسحقا كانت لغة حسنة «٢».
وقوله : فَامْشُوا فِي مَناكِبِها (١٥) فى جوانبها.
وقوله : أَأَمِنْتُمْ «٣» (١٦) يجوز فيه أن تجعل بين «٤» الألفين ألفا غير مهموزة «٥»، كما يقال : آانتم «٦»، آ إذا متنا «٧» كذلك، فافعل بكل همزتين تحركتا فزد بينهما مدة، وهى من لغة بنى تميم.
وقوله : أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ (٢٢).
تقول : قد أكبّ الرجل : إذا كان فعله غير واقع على أحد، فإذا وقع الفعل أسقطت الألف، فتقول : قد كبّه اللّه لوجهه، وكببته أنا لوجهه.
وقوله : وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧).
يريد : تدعون، وهو مثل قوله : تذكرون، وتذكّرون، وتخبرون وتختبرون، والمعنى واحد واللّه أعلم.
وقد قرأ بعض القراء : ما تَدَّخِرُونَ، يريد «٨» : تدّخرون «٩»، فلو قرأ قارئ :«هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ» «١٠» كان صوابا.
(٢) قرأ الكسائي وأبو جعفر : فسحقا بضم الحاء. ورويت عن على. والباقون بإسكانها. وهما لغتان مثل :
السّحمت، والرّعب (تفسير القرطبي ١٨/ ٢١٣).
(٣) فى ش : أمنتم، تحريف.
(٤) سقط فى ش.
(٥) فى ح : غير مهموز.
(٦) سورة المنازعات : ٢٤.
(٧) سورة الرعد الآية ٥.
(٨) فى ح : ويريد.
(٩) سورة آل عمران ٤٩.
(١٠) قرأ يعقوب بسكون الدال مخففة من الدعاء أي تطلبون وتستعجلون، وافقه الحسن، ورواها الأصمعى عن نافع (الإتحاف ٤٢٠)