معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٨٦
لأن أول الكلام «١» فيه كالنهى إذ ذكر :«و الّذين هم لفروجهم حافظون» (٢٩) يقول :
فلا يلامون «٢» إلّا على غير أزواجهم، فجرى الكلام على ملومين التي فى آخره. ومثله أن تقول للرجل : اصنع ما شئت إلا [على ] «٣» قتل النفس، فإنك معذب، أو فى «٤» قتل النفس، فمعناه «٥» إلا أنك معذب فى قتل النفس.
وقوله : وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ [٣٧).
والعزون : الحلق، الجماعات كانوا «٦» يجتمعون حول النبي صلى اللّه عليه فيقولون : لئن دخل هؤلاء الجنة - كما يقول محمد صلى اللّه عليه - لندخلنها قبلهم، وليكونن لنا فيها أكثر مما لهم، فأنزل اللّه :«أَ يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ» (٣٨).
قرأ الناس :«أن يدخل» لا يسمّى فاعله [٢١٧/ ا] وقرأ الحسن :«أَنْ يُدْخَلَ «٧»»، جعل له الفعل، ثم بيّن اللّه عز وجل فقال : ولم يحتقرونهم، وقد خلقناهم جميعا «مِمَّا يَعْلَمُونَ» من تراب؟.
وقوله : إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣). الإيفاض : الإسراع. وقال الشاعر «٨» :
لأنعتن نعامة ميفاضا خرجاء ظلت تطلب الإضاضا
قال : الخرجاء فى اللون، فإذا رقّع القميص الأبيض برقعة حمراء فهو أخرج، تطلب الإضاضا :
أي تطلب موضعا تدخل فيه، وتلجأ إليه. قرأ الأعمش وعاصم :«إلى نصب» إلى شىء منصوب يستبقون إليه. وقرأ «٩» زيد بن ثابت :«إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ» «١٠» فكأنّ النّصب الآلهة التي كانت تعبد [من دون اللّه ] «١١» وكلّ صواب، «١٢»، وهو واحد، والجمع : أنصاب.

(١) كذا فى ح، ش وفى سواهما (الكتاب)، وما أثبتناه أوضح.
(٢) فى ش : يلومون، تحريف.
(٣) التكملة من ب، ح.
(٤) فى ب : وفى.
(٥) فى ش : ومعناه.
(٦) التصحيح من ح، وفى الأصل : ا - كان.
(٧) وهى أيضا قراءة طلحة بن مصرف، والأعرج، ورواه المفضل عن عاصم (تفسير القرطبي ١٨/ ٢٩٤).
(٨) لم أعثر على قائله. (وفى الطبري ٢٩ : ٨٩ تغدو مكان ظلت)
(٩) سقط فى ح.
(١٠) سقط فى ح، ش.
(١١) التكملة من ب. [.....]
(١٢) قراءة : نصب كسقف وسقف أو جمع نصاب ككتاب وكتب هى قراءة ابن عامر وحفص (الإتحاف ٤٢٤)


الصفحة التالية
Icon