معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٨٩
و قوله : وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (٢٢).
الكبّار : الكبير، والعرب تقول كبار «١».
ويقولون : رجل حسّان جمّال بالتشديد. وحسان جمال بالتخفيف فى كثير من أشباهه.
وقوله : وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً (٢٣).
هذه آلهة كان إبليس جعلها لهم. وقد اختلف القراء فى ودّ، فقرأ أهل المدينة :(ودّا) بالضم، وقرأ الأعمش وعاصم «٢» :(ودّا) بالفتح.
ولم يجروا :(يغوث، ويعوق) لأن فيها ياء زائدة. وما كان من الأسماء معرفة فيه ياء أو تاء أو ألف فلا يجرى. من ذلك : يملك، ويزيد، ويعمر، وتغلب، وأحمد. هذه لا تجرى لما زاد فيها. ولو أجريت لكثرة التسمية كان صوابا، ولو أجريت أيضا كأنه ينوى به النكرة كان أيضا صوابا.
وهى فى قراءة عبد اللّه :«و لا تذرنّ ودّا ولا سواعا ويغوثا ويعوقا ونسرا» بالألف، «وَ قَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً» يقول : هذه الأصنام قد ضلّ بها قوم كثير. ولو قيل : وقد أضلّت كثيرا، أو أضللن «٣» : كان صوابا.
وقوله : مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ (٢٥).
العرب تجعل (ما) صلة فيما ينوى به مذهب الجزاء، كأنك قلت : من «٤» خطيئاتهم ما أغرقوا.
وكذلك رأيتها فى مصحف عبد اللّه، فتأخرها دليل على مذهب الجزاء، ومثلها فى مصحف عبد اللّه :
«أىّ الأجلين ما قضيت فلا عدوان علىّ «٥»» ألا ترى أنك تقول : حيثما تكن أكن، ومهما تقل أقل. ومن ذلك :(أيّا ما تدعو فله الأسماء الحسنى «٦») وصل الجزاء بما، فإذا كان استفهاما لم

(١) فى اللسان عن ابن سيده : أن الكبار والكبار كلاهما المفرط فى الكبر، نقيض الصغر.
(٢) فى ش : عاصم والأعمش. [.....]
(٣) فى ب : وأضللن، وفى ش : أو أضللت، تحريف.
(٤) فى ش : مما، تحريف.
(٥) سورة القصص الآية : ٢٨.
(٦) سورة الاسراء الآية ١١٠.


الصفحة التالية
Icon