معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٩
و قوله : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ (٤١).
يقال : أين جواب إنّ؟ فإن شئت جعلته «أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ». وإن شئت كان فى قوله :«وَ إِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ» (٤١) «لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ (٤٢)»، فيكون جوابه معلوما فيترك، وكأنه أعرب الوجهين [وأشبهه بما جاء فى القرآن.
وقوله : لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ (٤٢)، يقول : التوراة والإنجيل لا تكذبه وهى [من ] «١» بين يديه «و لا من خلفه»، يقول : لا ينزل بعده كتاب بكذبه ] «٢».
وقوله : ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ (٤٣).
جزع (صلى اللّه عليه) من تكذيبهم إياه، فأنزل اللّه جل وعز عليه «٣» : ما يقال لك من التكذيب إلا كما كذب الرسل من «٤» قبلك :
قرأ الأعمش وعاصم «٥» :«أ أعجمىّ وعربىّ» (٤٤).
استفهما، وسكنا العين، وجاء التفسير : أيكون «٦» هذا الرسول عربيا والكتاب أعجمى؟
«٧» وقرأ «٨» الحسن بغير استفهام «٩» : أعجمى وعربى، كأنه جعله من قيلهم، يعنى الكفرة «١٠»، أي : هلّا فصلت آياته منها عربى يعرفه العربي، وعجمى يفهمه العجمي، فأنزل اللّه عز وجل :«قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ» (٤٤).
وقرأها بعضهم «١١» :«أعجمىّ وعربى» يستفهم وينسبه إلى العجم.

(١) زيادة من ب.
(٢) ما بين المعقوفتين مطموس فى (ا) ونقل من النسخة ش لوحة ١٧١ وب لوحة ١٧. [.....]
(٣) سقط فى ب لفظ عليه.
(٤) سقط في ب لفظ من.
(٥) وهى قراءة قالون وأبى عمرو وأبى جعفر بهمزتين على الاستفهام (انظر الاتحاف ٣٨١).
(٦) فى (ا) ان يكون.
(٧) فى ب، ح : قال وقرأ.
(٨) فى ش وقال الحسن.
(٩) وهى رواية قنبل وهشام ورويس (انظر النشر ١/ ٣٦٦) وهى أيضا قراءة أبى الأسود وآخرين (انظر المحتسب ٢/ ٢٤٧).
(١٠) العبارة فى ح، ش من قيل الكفرة.
(١١) هو عمرو بن ميمون (المحتسب ٢/ ٢٤٨).


الصفحة التالية
Icon