معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٩٥
و قوله عز وجل : قال إنّما ادعوا ربّى (٢٠) قرأ الأعمش وعاصم «١» :«قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي» وقرأ عامة أهل المدينة كذلك، وبعضهم :
(قال)، وبعضهم :(قل).
[حدثنا أبو العباس قال «٢» :] حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : وحدثنى محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبى عبد الرحمن السّلمى، عن على بن أبى طالب - رحمه اللّه - أنه قرأها :
(قال إنما أدعو ربّى).
اجتمع القراء على : لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا (١) بنصب الضاد، ولم يرفع أحد منهم.
وقوله عز وجل : وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٢) ملجأ ولا سربا ألجأ إليه.
وقوله عز وجل : إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ (٢٣) يكون استثناء من قوله :«لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً إلا أن أُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ».
وفيها وجه آخر : قل إنى لن يجيرنى من اللّه أحد إن لم أبلغ رسالته، فيكون نصب «٣» البلاغ من إضمار فعل من الجزاء كقولك للرجل : إلا قياما فقعودا، وإلا عطاء فردا جميلا [أي الا تفعل إلا عطاء فردا جميلا] «٤» فتكون لا منفصلة من إن - وهو وجه حسن، والعرب تقول : إن لا مال اليوم فلا مال أبدا - يجعلون «٥» (لا) على وجه التبرئة، ويرفعون أيضا على ذلك المعنى، ومن نصب بالنون فعلى إضمار فعل، أنشدنى بعض العرب :
فإن لا مال أعطيه فإنى صديق من غدو أو رواح «٦»
و قوله عز وجل : إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ (٢٧) فإنه يطلعه على [١١٠/ ا] غيبه.
(٢) زيادة فى ش.
(٣) كذا فى ش، وفى غيرها : فتكون بنصب، تحريف.
(٤) سقط فى ح، ش. [.....]
(٥) فى ش تجعلون، تصحيف.
(٦) لم أعثر على قائله.