معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٩٩
و قوله «١» عز وجل : السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ (١٨).
بذلك اليوم، والسماء تذكر وتؤنث، فهى هاهنا فى وجه التذكير، قال الشاعر :
فلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالنجوم مع السحاب «٢»
و قوله عز وجل : فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلًا (١٩).
طريقا ووجهة إلى اللّه.
وقوله عز وجل : إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ (٢٠).
قرأها عاصم والأعمش بالنصب، وقرأها أهل المدينة والحسن البصري بالخفض، فمر خفض أراد :
تقوم [أقل من الثلثين ] «٣». وأقل من النصف. ومن الثلث. ومن نصب أراد : تقوم أدنى من الثلثين، فيقوم «٤» النصف أو الثلث «٥»، وهو أشبه بالصواب، لأنه قال : أقل من الثلثين، ثم ذكر تفسير القلة لا تفسير أقل من القلة. ألا ترى أنك تقول للرجل : لى عليك أقل من ألف درهم ثمانى مائة أو تسع مائة، كأنه أوجه فى المعنى من أن تفسر «٦» - قلة - أخرى [١١١/ ب ] وكلّ صواب.
وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ (٢٠) كان النبي صلّى اللّه عليه، وطائفة من المسلمين يقومون الليل قبل أن تفرض الصلاة، فشق «٧» ذلك عليهم، فنزلت الرخصة. وقد يجوز أن يخفض النصف، وينصب الثلث لتأويل «٨» قوم : أنّ صلاة النبي صلّى اللّه عليه انتهت إلى ثلث الليل، فقالوا :«٩»
(٢) فى تفسير القرطبي ١٩/ ٥١ :
قال أبو عمرو بن العلاء : لم يقل : منفطرة لأن مجازها السقف، نقول : هذا سماء البيت، ثم أورد البيت، ولم ينسبه وفيه : لحقنا بالسماء وبالسحاب ورواية البيت فى (البحر المحيط ٨/ ٣٦٥).
فلو رفع السماء إليه قوم لحقنا بالسماء وبالسحاب
(٣) سقط فى ح. [.....]
(٤) فى ش فتقوم.
(٥) فى ش : النصف والثلث، والأشبه (أو).
(٦) فى ش : يفسر.
(٧) فى ح : فيشق.
(٨) فى ش : لتأول.
(٩) فى ش : فقال، وهو تحريف.