معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٠٦
و قوله : كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠).
قرأها عاصم والأعمش :«مُسْتَنْفِرَةٌ» بالكسر، وقرأها أهل الحجاز «مُسْتَنْفِرَةٌ» بفتح «١» الفاء «٢» وهما جميعا كثيرتان فى كلام العرب، قال الشاعر «٣» :
أمسك حمارك إنّه مستنفر فى إثر أحمرة عمدن لغرّب
و القسورة يقال : إنها الرماة، وقال الكلبي بإسناده : هو الأسد.
[حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال «٤»] حدثنا الفراء قال :«٥» حدثنى أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق أبى سفيان الثوري عن عكرمة قال : قيل له : القسورة، الأسد بلسان الحبشة، فقال : القسورة، الرماة، والأسد بلسان الحبشة : عنبسة.
وقوله : بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢).
قالت كفار قريش للنبى صلّى اللّه عليه [١١٤/ ا] : كان الرجل يذنب فى بنى إسرائيل، فيصبح ذنبه مكتوبا فى رقعة، فما بالنا لا نرى ذلك؟ فقال اللّه عز وجل :«بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً».
وقوله : إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤).
يعنى هذا القرآن، ولو قيل :«إِنَّها تَذْكِرَةٌ «٦»» لكان صوابا، كما قال فى عبس، فمن قال :
(إنها) أراد السورة، ومن قال :(إنه) أراد القرآن.

(١) سقط فى ش.
(٢) قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح الفاء، أي : منفرة مذعورة (الإتحاف : ٤٢٧).
(٣) غرب : جبل دون الشام فى بلاد بنى كلب، وعنده عين ماء يقال لها : الغربّه والغربّه، وقد أورد القرطبي البيت - فى تفسيره - ولم ينسبه (١٩/ ٨٩)، ورواية البحر المحيط : عهدن العرب، تحريف (البحر المحيط ٨/ ٣٨٠)
(٤) الزيادة من ش.
(٥) سقط فى ش : حدثنى.
(٦) الآية : ١١.


الصفحة التالية
Icon