معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٢٥
و يقال : كالقصر «١» كأصول النخل، ولست أشتهى ذلك لأنها مع آيات مخففة، ومع أن «٢» الجمل إنما شبه بالقصر، ألا ترى قوله جل وعز :«كأنّه جمالات صُفْرٌ»، والصّفر :
سود الإبل، لا ترى أسود من الإبل إلّا وهو مشرب بصفرة، فلذلك سمت العرب سود الإبل :
صفرا، كما سمّوا الظباء : أدما لما يعلوها من الظلمة فى بياضها، وقد اختلف «٣» القراء فى «جمالات» فقرأ عبد اللّه «٤» بن مسعود وأصحابه :«جِمالَتٌ» «٥».
قال :[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال «٦»] حدثنا الفراء قال : وحدثنى محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبد الرحمن يرفعه إلى عمر بن الخطاب (رحمه اللّه) أنه قرأ :«جمالات» وهو أحب الوجهين إلىّ لأن الجمال أكثر من الجمالة فى كلام العرب. وهى تجوز، كما يقال «٧» :
حجر وحجارة، وذكر وذكاره إلّا أن الأول أكثر، فإذا قلت : جمالات، فواحدها : جمال، مثل ما قالوا : رجال ورجالات، وبيوت وبيوتات، فقد «٨» يجوز أن تجعل واحد الجمالات جمالة، [وقد حكى عن بعض القراء : جمالات «٩»]، فقد تكون «١٠» من الشيء المجمل، وقد تكون جمالات جمعا من جمع الجمال. كما قالوا : الرّخل والرّخال، والرّخال.
وقوله عز وجل : هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (٣٥).
اجتمعت القراء على رفع اليوم «١١»، ولو نصب لكان «١٢» جائزا على جهتين : إحداهما - أن

(١) رواها أبو حاتم : كالقصر : القاف والصاد مفتوحتان - عن ابن عباس وسعيد بن جبير (المحتسب ٢/ ٣٤٦).
وفى البخاري عن ابن عباس :«تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ» قال : كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل، فترفعه للشتاء فنسميه القصر. (تفسير الطبري : ٩/ ١٦٣).
(٢) فى ش : ومن أن، تحريف.
(٣) فى ش : اختلفت.
(٤) فى ش : فقرأ ابن مسعود.
(٥) وقرأ حفص وحمزة والكسائي «جِمالَتٌ»، وبقية السبعة «جمالات» (تفسير القرطبي : ١٩/ ١٦٥)
(٦) ما بين الحاصرتين، زيادة فى ش.
(٧) فى ش : تقول. [.....]
(٨) فى ش : وقد.
(٩) ما بين الحاصرتين فى هامش ب.
(١٠) فى ش : يكون.
(١١) روى يحيى بن سلطان عن أبى بكر عن عاصم :«هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ» بالنصب، ورويت عن ابن هرمز وغيره (تفسير القرطبي : ١٩/ ١٦٦).
(١٢) فى ش : نصبت كان.


الصفحة التالية
Icon