معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٢٩
و قوله [عز وجل : جَزاءً وِفاقاً (٣٦).
وفقا لأعمالهم ] «١».
وقوله عز وجل : وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨).
خففها على بن أبى طالب رحمه اللّه :«كِذَّاباً»، وثقلها عاصم والأعمش وأهل المدينة والحسن البصري.
وهى لغة يمانية فصيحة يقولون : كذبت به كذّابا، وخرّقت القميص خرّاقا، وكل فعّلت فمصدره فعّال فى لغتهم مشدد، قال لى أعرابى منهم [١٢٣/ ب ] : على المروة : آلحلق أحب إليك أم القصّار؟ يستفتينى «٢».
وأنشدنى بعض بنى كلاب :
لقد طال ما ثبّطتنى عن صحابتى وعن حوج قضّاؤها من شفائيا «٣»
و كان الكسائي يخفف :«لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً» (٣٥) لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرا. ويشدّد :«وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً» (٢٨) لأن كذبوا يقيّد الكذاب بالمصدر «٤»، والذي قال حسن. ومعناه : لا يسمعون فيها لغوا. يقول : باطلا، ولا كذابا لا يكذب بعضهم بعضا.
وقوله عز وجل : رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (٣٧).
يخفض فى لفظ الإعراب، ويرفع، وكذلك :«الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً» (٣٧) يرفع «الرحمن» ويخفض فى الإعراب. والرفع فيه أكثر. قال والفراء يخفض :(ربّ)، ويرفع «الرحمن» «٥».
(٢) فى اللسان : قال الفراء : قلت لأعرابى يمنى : آلتصار أحب إليك أم الحلق؟
يريد : التقصير أحب إليك أم حلق الرأس؟ ا ه وعبارة قال لى هنا تدل على أن السائل ليس الفراء.
(٣) الرواية فى البحر المحيط ٨/ ٤١٤ : حاجة مكان : حوج.
(٤) فى ش : المصدر، تحريف.
(٥) قرأ عبد اللّه وابن أبى إسحق والأعمش وابن محيصن وابن عامر وعاصم : رب، والرحمن بالجر، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وأبو عمرو، والحرميان برفعهما.. وقرأ : ربّ بالجر، والرحمن بالرفع الحسن وابن وثاب والأعمش وابن محيصن بخلاف عنهما فى الجر على البدل من ربك، والرحمن صفة أو بدل من رب أو عطف بيان (البحر المحيط ٨/ ٤١٥) وانظر إعراب القرآن للعكبرى ٢/ ١٤٩.