معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٣٤
و قوله عز وجل : فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ (٣٤) وهى القيامة تطم على كل شىء، يقال : تطم وتطمّ لغتان،
و قوله تبارك وتعالى، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (٣٩).
مأوى «١» أهل هذه الصفة،
و كذلك قوله :«فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى » (٤١).
مأوى من وصفناه بما وصفناه به من خوف ربه ونهيه [١٢٥/ ب ] نفسه عن هواها.
وقوله عز وجل : أَيَّانَ مُرْساها (٤٢).
يقول القائل : إنما الإرساء للسفينة والجبال، وما أشبههن، فكيف وصفت الساعة بالإرساء؟
قلت : هى بمنزلة السفينة إذا كانت جارية فرست، ورسوّها قيامها، وليس قيامها كقيام القائم على رجله ونحوه، إنما هو كقولك : قد قام العدل، وقام الحق، أي : ظهر وثبت.
وقوله عز وجل : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (٤٥).
أضاف عاصم والأعمش، ونوّن طلحة بن مصرف وبعض أهل المدينة، فقالوا :«مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها «٢»»، وكلّ صواب و«٣» هو مثل قوله :«بالِغُ أَمْرِهِ»، و«بالِغُ أَمْرِهِ» «٤» و«مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ» و«مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ» «٥» مع نظائر له فى القرآن.
وقوله تبارك وتعالى :«إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها» (٤٦).
يقول القائل : وهل للعشى ضحا؟ إنما الضحى لصدر النهار، فهذا بيّن ظاهر من كلام العرب أن يقولوا : آتيك العشية أو غداتها، وآتيك «٦» الغداة أو عشيتها. تكون العشية فى معنى : آخر، والغداة فى معنى : أول، أنشدنى بعض بنى عقيل :

(١) سقط فى ش.
(٢) قرأ : منذر بالتنوين - عمر بن عبد العزيز، وأبو جعفر، وشيبة، وخالد الحذاء، وابن هرمز، وعيسى وطلحة، وابن محيصن. (البحر المحيط ٨/ ٤٢٤) وقرأ العامة بالإضافة غير منون (القرطبي ١٩/ ٢١٠).
(٣) كذا فى ش، وفى ب، ح : هو.
(٤) سورة الطلاق الآية : ٣.
(٥) سورة الأنفال الآية : ١٨.
(٦) فى ش : أو آتيك.


الصفحة التالية
Icon