معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٤٤
و قوله تبارك وتعالى : عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ من عملها وَأَخَّرَتْ (٥).
وما أخرت : ما سنت من سنة حسنة، أو سيئة فعمل بها.
وجواب :«إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ» (١) قوله :«عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ».
وقوله جل وعز : الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧).
قرأها الأعمش وعاصم :«فَعَدَلَكَ» مخففة «١». وقرأها أهل الحجاز :«فَعَدَلَكَ» مشددة. فمن قرأها بالتخفيف فوجهه واللّه أعلم : فصرفك إلى أىّ صورة شاء إما : حسن، أو قبيح، أو طويل، أو قصير.
قال :[حدثنا «٢» الفراء قال ] «٣» : وحدثنى بعض المشيخة عن ليث عن ابن أبى نجيح أنه قال :
فى صورة عمّ فى صورة أب، فى صورة بعض القرابات تشبيها.
ومن قرأ :«فَعَدَلَكَ» مشددة، فإنه أراد - واللّه أعلم : جعلك معتدلا معدّل الخلق، وهو أعجب الوجهين إلىّ، وأجودهما فى العربية لأنك تقول : فى أي صورة ما شاء ركبك، فتجعل - فى - للتركيب أقوى فى العربية من أن يكون «٤» فى للعدل [١٣٠/ ب ] لأنك تقول : عدلتك إلى كذا وكذا، وصرفتك إلى كذا وكذا، أجود من أن تقول : عدلتك فيه، وصرفتك فيه.
وقوله جل وعز : كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩).
بالتاء، وقرأ بعض أهل المدينة بالياء «٥»، وبعضهم بالتاء، والأعمش وعاصم بالتاء، والتاء أحسن الوجهين لقوله :«وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ» ولم يقل : عليهم.
وقوله جل وعز : وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) :
يقول : إذا دخلوها فليسوا بمخرجين منها.
اجتمع القراء على نصب «يَوْمَ لا تَمْلِكُ» (١٩) والرفع

(١) وهى أيضا قراءة حمزة والكسائي وخلف، وافقهم الحسن والأعمش (الإتحاف ٤٣٤).
(٢) فى ش : قال الفراء : وحدثنى.
(٣) زيادة فى ش.
(٤) فى ش : تكون.
(٥) ممن قرأ بالياء : أبو جعفر والحسن.


الصفحة التالية
Icon