معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٥٩
عما قبله. كما تقول فى الكلام : قعدنا نتحدث ونتذاكر الخبر إلّا أن كثيرا من الناس لا يرغب، فهذا المنقطع.
وتعرف المنقطع من الاستثناء بحسن إن فى المستثنى فإذا كان الاستثناء محضا متصلا لم يحسن فيه إن. ألا ترى أنك تقول : عندى مائة إلّا درهما، فلا تدخل إن هاهنا فهذا كاف من ذكر غيره.
وقد يقول بعض القراء وأهل العلم : إن (إلا) بمنزلة لكن، وذاك منهم تفسير للمعنى، فأما أن تصلح (إلّا) مكان لكن فلا ألا ترى أنك تقول : ما قام عبد اللّه ولكن زيد فتظهر الواو، وتحذفها. ولا تقول : ما قام عبد اللّه إلا زيد، إلّا أن تنوى : ما قام إلا زيد لتكرير «١» أوّل الكلام.
سئل الفراء [١٣٦/ ا] عن (إيّابهم «٢») (٢٥) فقال : لا يجوز على جهة من الجهات.
ومن سورة الفجر
قوله عز وجل : وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢).
[حدثنا أبو العباس قال «٣»] : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس بن الربيع عن أبى إسحق عن الأسود بن يزيد فى قوله :«وَ الْفَجْرِ» قال : هو «٤» فجركم هذا. «وَ لَيالٍ عَشْرٍ» قال :
عشر الأضحى. «وَ الشَّفْعِ» (٣) يوم الأضحى، و«الْوَتْرِ» (٣) يوم عرفة.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «٥» قال ] : حدثنا الفراء قال : وحدثنى شيخ عن عبد الملك ابن أبى سليمان عن عطاء قال اللّه تبارك وتعالى : الوتر والشفع «٦» : خلقه.
(٢) قرأ «إِيابَهُمْ» بتشديد الياء أبو جعفر. قيل مصدر أيّب على وزن فيعل كبيطر يبيطر... والباقون بالتخفيف مصدر : آب يؤوب إيابا رجع، كقام يقوم قياما (الإتحاف : ٤٣٨).
(٣) زيادة من ش.
(٤) سقط فى ش.
(٥) زيادة من ش.
(٦) كذا فى النسخ بتقديم الوتر، كأنه لا يريد التلاوة.