معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٦
قال بعضهم : يخفونه من الذل الذي بهم، وقال بعضهم : نظروا إلى النار بقلوبهم، ولم يروها بأعينهم لأنهم يحشرون عميا.
وقوله «١» : وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ (٤٨).
وإنما ذكر قبلهم الإنسان مفردا، والإنسان يكون واحدا، وفى معنى جمع فردّ الهاء والميم على التأويل، ومثل قوله :«وَ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً «٢»» يراد به : كل الناس، ولذلك جاز فيه الاستثناء وهو موحّد فى اللفظ كقول اللّه «إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا «٣»»، ومثله :«وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ «٤»» ثم قال :«لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ» وإنما ذكر ملكا لأنه فى تأويل جمع.
وقوله : يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً (٤٩).
محضا لا ذكور فيهن، ويهب لمن يشاء الذكور محضا لا إناث فيهم، أو يزوجهم يقول : يجعل بعضهم بنين، ويجعل بعضهم بنات ذلك التزويج فى هذا الموضع. والعرب تقول : له بنون شطرة «٥» إذا كان نصفهم ذكورا، ونصفهم إناثا، ومعنى هذا - واللّه أعلم - كمعنى ما فى كتاب اللّه.
وقوله : وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً (٥١).
كما كان النبي صلى اللّه عليه يرى فى منامه، ويلهمه، أو من وراء حجاب، كما كلّم موسى من وراء حجاب، أو يرسل رسولا ملكا [من ملائكته «٦»] فيوحى بإذنه، ويكلم النبي بما يشاء اللّه «٧» [وذلك «٨» فى قوله :«أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا» (٥١) الرفع والنصب أجود.
قال الفراء : رفع نافع المدينىّ، ونصبت العوام ] ومن رفع «يرسل» «٩» قال :«فيوحى» مجزومة الياء «١٠».

(١) فى ا وقال
(٢) النساء الآية ٢٨.
(٣) العصر الآيتان ٢، ٣.
(٤) النجم الآية ٢٦
(٥) اللسان مادة شطر :
(٦) سقط فى ش عبارة : من ملائكته.
(٧) فى ش بما شاء.
(٨) ما بين المعقوفتين ساقط فى ش.
(٩) قرأ نافع وأهل المدينة :«أو يرسل رسولا فيوحى» بالرفع (البحر المحيط ٧/ ٥٢٧) والباقون بنصبهما (الاتحاف ٣٨٤) [.....]
(١٠) فى ش مجذومة خطأ من الناسخ.


الصفحة التالية
Icon