معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٧٤
و معناه : أحسنت إليك، فتكتفى بالكاف الأولى من إعادة الأخرى، ولأن رءوس الآيات بالياء، فاجتمع ذلك فيه.
وقوله عز وجل : وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥).
وهى «١» فى قراءة عبد اللّه :«و لسيعطيك [ربك فترضى «٢»]» والمعنى واحد، إلا أن (سوف) كثرت فى الكلام، وعرف موضعها، فترك منها الفاء والواو، والحرف إذا كثر فربما فعل به ذلك، كما قيل : أيش تقول، وكما قيل : قم لاباك، وقم لا بشانئك، يريدون : لا أبا لك، ولا أبا لشانئك، وقد سمعت بيتا حذفت الفاء فيه من كيف، قال الشاعر «٣» :
من طالبين لبعران لنا رفضت كيلا يحسون من بعراننا أثرا
أراد : كيف لا يحسون؟، وهذا لذلك.
وقوله عز وجل : أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦).
يقول : كنت فى حجر أبى طالب، فجعل لك مأوى، وأغناك عنه، ولم يك غنى عن «٤» كثرة مال، ولكنّ اللّه رضّاه بما آتاه.
وقوله عز وجل : فَأَغْنى (٨) و«فَآوى » يراد به (فأغناك) و(فآواك) فجرى على طرح الكاف لمشاكلة رءوس الآيات. ولأنّ المعنى معروف.
وقوله عزو جل : وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى (٧).
يريد : فى قوم ضلّال فهداك «٥» «وَ وَجَدَكَ عائِلًا» (٨) : فقيرا، ورأيتها فى مصاحف عبد اللّه «عديما»، و[المعنى واحد] «٦».
وقوله عز وجل : فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩).
فتذهب بحقه لضعفه، وهى فى مصحف عبد اللّه «فلا تكهر «٧»»، وسمعتها من أعرابى من بنى أسد قرأها علىّ.

(١) سقط فى ش : هى.
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٣) انظر : الخزانة : ٣/ ١٩٥.
(٤) فى ش : ولم يكن غنى من.
(٥) فى ش : فهدى.
(٦) سقط فى ش.
(٧) وبها قرأ ابن مسعود، وإبراهيم التيمي. وهى لغة بمعنى قراءة الجمهور (البحر المحيط ٨/ ٤٨٦). [.....]


الصفحة التالية
Icon