معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٧٩
ثم قال : ويله!، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (١٤).
يعنى : أبا جهل، ثم قال :«كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ [١٤٤/ ا] لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ» (١٥).
ناصيته : مقدم رأسه، أي : لنهصرنها، لنأخذن «١» بها لنقمئنّه «٢» ولنذلّنه، ويقال : لنأخذن بالناصية إلى النار، كما قال جلّ وعز، «فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ «٣»»، فيلقون فى النار، ويقال : لنسوّدنّ وجهه، فكفت الناصية من الوجه لأنها فىّ مقدّم الوجه.
و قوله عز وجل : فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) قومه.
والعرب تقول : النادي يشهدون عليك، والمجلس، يجعلون : النادي، والمجلس، والمشهد، والشاهد - القوم قوم الرجل، قال الشاعر «٤».
لهم مجلس صهب السّبال أذلّة سواسية أحرارها وعبيدها
أي : هم سواء.
وقوله عز وجل : لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ (١٦).
على التكرير، كما قال :«إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، صِراطِ اللَّهِ «٥»» المعرفة ترد على النكرة بالتكرير، والنكرة على المعرفة، ومن نصب (ناصية) جعله فعلا للمعرفة وهى جائزة فى القراءة «٦».
وقوله عز وجل : فَلْيَدْعُ نادِيَهُ، (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨).
(٢) لنقمئنه : لنذلنه.
(٣) سورة الرحمن الآية : ٤١. [.....]
(٤) نسبه القرطبي فى تفسيره ٢٠/ ١٢٧ لجرير ولم أجده فى ديوانه. وهو لذى الرمة؟ لا لجرير :. صهب : جمع أصهب. أحمر. والسبال : الشعر الذي عن يمين الشفة العليا وشمالها.
(٥) سورة الشورى الآيتان : ٥٢، ٥٣.
(٦) قرأ الجمهور :«ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ» بجر الثلاثة على أن ناصية بدل نكرة من معرفة (البحر المحيط ٨/ ٢٩٥) وحسن إبدال النكرة من المعرفة لما نعتت النكرة (إعراب القرآن ٢/ ١٥٦).
وقرأ أبو حيوة، وابن أبى عبلة وزيد بن على بنصب الثلاثة على الشتم، والكسائي فى رواية برفعها، أي : هى ناصية كاذبة خاطئة (البحر المحيط ٨/ ٤٩٥).