معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٨٥
و قوله عز وجل : بِهِ نَقْعاً «١» يريد [١٤٦/ ب ] : بالوادي، ولم يذكره قبل ذلك، وهو جائز لأن الغبار لا يثار إلّا من موضع وإن لم يذكر، وإذا عرف اسم الشيء كنّى عنه وإن لم يجر له ذكر.
قال اللّه تبارك وتعالى :«إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «٢»»، يعنى : القرآن، وهو مستأنف سورة، وما استئنافه فى سورة إلّا كذكره فى آية قد جرى ذكره فيما قبلها، كقوله :«حم، وَالْكِتابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ «٣»»، وقال اللّه تبارك وتعالى :«إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ «٤»» يريد : الشمس ولم يجر لها «٥» ذكر.
وقوله عز وجل : فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥).
اجتمعوا على تخفيف (فوسطن)، ولو قرئت «فَوَسَطْنَ» كان صوابا «٦» لأن العرب تقول : وسطت الشيء، ووسّطته وتوسّطته، بمعنى واحد.
وقوله عز وجل : إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦).
قال الكلبي وزعم «٧» أنها فى لغة كندة وحضرموت :«لَكَنُودٌ» : لكفور بالنعمة.
وقال الحسن :«إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ» قال : لوّام لربه يعد المسيئات، وينسى النعم.
وقوله عز وجل : وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧).
يقول : وإن اللّه على ذلك لشهيد.
وقوله تبارك وتعالى : وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨).
قد اختلف فى هذا قال الكلبي بإسناده : لشديد : لبخيل، وقال آخر : وإنه لحب الخير لقوىّ، والخير : المال. ونرى واللّه أعلم - أن المعنى : وإنه للخير لشديد الحب، والخير : المال،

(١) سقط فى ش.
(٢) سورة القدر الآية ١. [.....]
(٣) سورة الدخان الآيات : ١، ٢، ٣.
(٤) سورة ص الآية ٣٢.
(٥) كذا فى ش : وفى ب، ح : له.
(٦) هى قراءة على بن أبى طالب، وابن أبى ليلى، وقتادة (المحتسب : ٢/ ٣٧٠).
(٧) فى ش : زعم.


الصفحة التالية
Icon