معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٩٠
و اجتمعوا جميعا على (وعدّده) بالتشديد، يريدون : أحصاه. وقرأها الحسن :«وَ عَدَّدَهُ» خفيفة «١» فقال بعضهم فيمن خفف : جمع مالا وأحصى عدده، مخففة «٢» يريد : عشيرته.
وقوله عز وجل : يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) يريد : يخلده وأنت «٣» قائل للرجل : أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب اللّه؟ ما أنجاك من عذابه إلّا الطاعة، وأنت تعنى : ما ينجيك. ومن ذلك قولك للرجل يعمل الذنب الموبق : دخل واللّه النار، والمعنى : وجبت له النار.
وقوله عز وجل : لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤).
قرأها العوام :«لَيُنْبَذَنَّ» على التوحيد، وقرأها الحسن البصري وحده [١٤٨/ ب ] «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» يريد : الرجل وماله، والحطمة : اسم من أسماء النار، كقوله : جهنم، وسقر، ولظى.
فلو ألقيت منها الألف واللام إذ كانت اسما لم يجر.
وقوله عز وجل : تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧).
يقول : يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد. العرب تقول : متى طلعت أرضنا، وطلعت أرضى، أي : بلغت.
وقوله جل وعز : مُؤْصَدَةٌ (٨).
وهى المطبقة، تهمز ولا تهمز.
وقوله عز وجل : فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩).
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «٤»] قال : حدثنا الفراء، قال : حدثنى إسماعيل بن جعفر المدني قال : كان أصحابنا يقرءون :(فى عمد) بالنصب، وكذلك الحسن. وحدثنى «٥». به الكسائي عن سليمان بن أرقم عن الحسن :(فى عمد).
(٢) جاء فى هامش ب عند كلمة مخففة : خفيفة، وجمع قد يكون فى مذهب : حفظ. وقال الكلبي بإسناده :
جمع مالا وعدده.
(٣) فى ش : وأنت للرجل سقط. [.....]
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٥) فى ش : حدثنى.