معاني القرآن، ج ٣، ص : ٣٢
و (السّقف) قرأها عاصم والأعمش والحسن «سقفا» وإن شئت جعلت واحدها سقيفة، وإن شئت جعلت سقوفا، فتكون «١» جمع الجمع كما قال الشاعر :
حتى إذا بلت حلاقيم الحلق «٢» أهوى لأدنى فقرة على شفق
و مثله قراءة من قرأ «كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ» «٣»، وهو جمع «٤»، وواحده ثمار، وكقول من قرأ :
«فرهن «٥» مقبوضة» «٦» واحدها رهان ورهون. وقرأ مجاهد وبعض أهل الحجاز «سقفا» كالواحد مخفف لأن السّقف مذهب الجماع «٧».
وقوله : وَزُخْرُفاً (٣٥).
وهو الذهب، وجاء فى التفسير نجعلها لهم من فضة ومن زخرف، فإذا ألقيت من الزخرف نصبته على الفعل توقعه عليه أي وزخرفا، تجعل ذلك لهم منه، وقال آخرون : ونجعل لهم مع ذلك ذهبا وغنى مقصور «٨» فهو أشبه «٩» الوجهين بالصواب.
وقوله : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ (٣٦).
يريد : ومن يعرض عنه، ومن قرأها :«و من يعش عن» يريد «١٠» : يعم عنه.
وقوله : وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ (٣٧).
يريد الشيطان وهو فى [١٧٠/ ب ] مذهب جمع، وإن كان قد لفظ به واحدا يقول : وإن الشياطين ليصدونهم عن السبيل ويحسبون هم «١١» أنهم مهتدون.
(٢) فى ش : الخلق.
(٣) سورة الأنعام آية ١٤١.
(٤) قرأ من ثمرة. بضم الثاء والميم حمزة والكسائي وخلف (الإتحاف ٢١٦).
(٥) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بضم الراء والهاء من غير ألف جمع (الإتحاف ١٦٧).
(٦) سورة البقرة ٢٨٣.
(٧) فى ب، ش : يذهب مذهب الجماع. [.....]
(٨) سقط فى ب، ح لفظ (مقصور).
(٩) فى ب، ش : وهو.
(١٠) جاء فى تفسير الطبري ح ٢٥، ص ٣٩ : وقد تأوله بعضهم بمعنى : ومن يعم، ومن تأول ذلك كذلك فيجب أن تكون قراءته «و من يعش» بفتح الشين، (وهى قراءة يحيى بن سلام البصري كما فى البحر المحيط ٨/ ١٦).
(١١) رسمت فى ش : يحسبونهم.