معاني القرآن، ج ٣، ص : ٤٤
عليه. ورد عليه أبو جهل، فقال :[و] «١» اللّه ما تقدر أنت ولا ربك علىّ، إنى لأكرم أهل الوادي على قومه، وأعزّهم فنزلت كما قالها قال : فمعناه - فيما نرى واللّه أعلم - : انه توبيخ أي [١٧٣/ ب ] ذق فإنك كريم كما زعمت. ولست كذلك.
وقوله : فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١).
قرأها الحسن والأعمش وعاصم :(مقام)، وقرأها أهل المدينة (فى مقام) بضم الميم «٢».
والمقام بفتح الميم أجود فى العربية لأن المكان، والمقام : الإقامة وكلّ صواب.
وقوله : وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) وفى قراءة عبد اللّه :«و أمددناهم بعيس عين»، والعيساء : البيضاء. والحوراء كذلك.
وقوله : لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى (٥٦).
يقول القائل : كيف استثنى موتا فى الدنيا قد مضى من موت فى الآخرة، فهذا مثل قوله :«وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ» «٣». فإلّا فى هذا الموضع بمنزلة سوى، كأنه قال : لا تنكحوا، لا تفعلوا سوى ما قد فعل آباؤكم، كذلك قوله :«لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ».
سوى الموتة الأولى، ومثله :«خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ» «٤» «٥» أي سوى ما شاء ربك «٦» لهم من الزيادة على مقدار الدنيا من الخلود. وأنت قائل فى الكلام : لك عندى ألف إلّا ما لك من قبل فلان، ومعناه : سوى مالك علىّ من قبل فلان، وإلا تكون على أنها حطّ مما قبلها وزيادة عليها فما ذكرناه لك من هذه الآيات فهو زيادة على ما قبل إلا، والحط مما قبل إلا قولك : هؤلاء ألف إلّا مائة «٧» فمعنى هذه ألف ينقصون مائة.
وقوله : وَوَقاهُمْ «٨» عَذابَ الْجَحِيمِ (٥٦) فَضْلًا (٥٧).
أي فعله تفضلا منه، وهو ممّا لو جاء رفعا لكان صوابا أي : ذلك فضل من ربك.
(٢) جاء فى البحر المحيط ٨/ ٤٠ : وقرأ عبد اللّه بن عمر، وزيد بن على، وأبو جعفر، وشيبة، والأعرج، والحسن، وقتادة، ونافع، وابن عامر «فى مقام» بضم الميم. وأبو رجاء وعيسى ويحيى والأعمش وباقى السبعة بفتحها.
(٣) سورة النساء الآية ٢٢.
(٤) سورة هود الآية ١٠٧.
(٥، ٦) ساقط فى ش.
(٧) فى (ا) : هو ألف إلا مائة، وما أثبتناه من ب، ح، ش، وهو أبين.
(٨) في ش :«وقاهم»، والقراءة :«و وقاهم».