معاني القرآن، ج ٣، ص : ٥٦
و قوله : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ (٢٦).
يقول : فى الذي لم نمكنكم فيه، و(إن). بمنزلة ما فى الجحد.
وقوله : وَحاقَ بِهِمْ (٢٦).
وهو فى كلام العرب : عاد عليهم، وجاء فى التفسير : أحاط بهم، ونزل بهم «١».
وقوله : وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨).
ويقرأ أفكهم، وأفكهم. «٢». فأمّا الإفك والأفك فبمنزلة قولك : الحذر والحذر، والنّجس والنّجس. وأمّا من قال : أفكهم فإنه يجعل الهاء والميم فى موضع نصب يقول : ذلك صرفهم عن الإيمان «٣» وكذبهم، كما قال عز وجل :«يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ» «٤» أي : يصرف عنه من صرف.
وقوله : أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ «٥» بِقادِرٍ (٣٣).
دخلت الباء للم، والعرب تدخلها مع الجحود إذا كانت رافعة لما قبلها، ويدخلونها إذا وقع عليها فعل يحتاج «٦» إلى اسمين مثل قولك : ما أظنك بقائم، وما أظن أنك بقائم [١٧٧/ ا] وما كنت بقائم، فإذا خلّفت «٧» الباء نصبت الذي كانت فيه «٨» بما يعمل «٩» فيه من الفعل، ولو ألقيت الباء من قادر فى هذا الموضع رفعه لأنه خبر لأن. قال «١٠» وأنشدنى بعضهم :

(١) نقل اللسان عن الفراء فى قوله عز وجل :«وَ حاقَ بِهِمْ» : فى كلام العرب : عاد عليهم ما استهزءوا به.
(٢) قرأ الجمهور : إفكهم، وابن عباس فى رواية بفتح الهمزة، وقرأ ابن عباس أيضا، وابن الزبير وأبو عياض وعكرمة ومجاهد أفكهم بثلاث فتحات أي صرفهم. وأبو عياض وعكرمة أيضا كذلك إلا أنهما شددا الفاء للتكثير.
وابن الزبير أيضا، وابن عباس فيما ذكر ابن خالويه آفكهم أي جعلهم يأفكون (البحر المحيط ٨/ ٦٦).
(٣) فى ح، ش عن الإسلام
(٤) سورة الذاريات : ٩.
(٥) «وَ لَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ» لم يثبت فى جميع النسخ، والتصويب من المصحف.
(٦) فى ش محتاج.
(٧) هكذا وردت فى (ب)، وفى (ا) جعلت، وفى ح أخلعت وفى ش خلعت.
(٨) سقط فى ش.
(٩) فى ب مما يعمل.
(١٠) لم تثبت فى ش.


الصفحة التالية
Icon