معاني القرآن، ج ٣، ص : ٦٣
و قوله :«فَهَلْ عَسَيْتُمْ»... إن توليتم أمور الناس أن تفسدوا فى الأرض، وتقطعوا أرحامكم، ويقال : ولعلكم «١» إن انصرفتم عن محمد صلّى اللّه عليه، وتوليتم عنه أن تصيروا إلى أمركم الأول من قطيعة الرحم والكفر والفساد.
وقوله : الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ (٢٥).
زين لهم وأملى لهم اللّه، وكذلك قرأها الأعمش وعاصم، وذكر عن على بن أبى طالب وابن مسعود وزيد بن ثابت (رحمهم اللّه) أنهم قرءوها كذلك بفتح الألف.
وذكر عن مجاهد أنه قرأها :(وأملى لهم) مرسلة الياء، يخبر اللّه جل وعز عن نفسه، وقرأ بعض أهل المدينة : وأملى لهم بنصب الياء وضم الألف، يجعله فعلا لم يسمّ فاعله، والمعنى متقارب «٢».
وقوله : إِسْرارَهُمْ (٢٦).
قرأها الناس : أسرارهم : جمع سر، وقرأها يحيى بن وثاب وحده : إسرارهم بكسر الألف، واتبعه الأعمش وحمزة والكسائي «٣»، وهو مصدر، ومثله :«وَ أَدْبارَ السُّجُودِ» «٤».
وقوله : أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغانَهُمْ (٢٩) يقول : أن لن يبدى اللّه عداوتهم وبغضهم لمحمد صلى اللّه عليه.
وقوله : وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ (٣٠).
يريد : لعرفناكهم، تقول «٥» للرجل : قد أريتك كذا وكذا، ومعناه عرفتكه وعلمتكه، ومثله :«وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ»، فى نحو القول، وفى معنى القول.
وقوله : فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ (٣٥)

(١) فى ح، ش فلعلكم.
(٢) انظر الطبري ٢٦ - ٣٤ والاتحاف ٣٩٤ وفى البحر المحيط : ٨/ ٨٣ :
(٣) انظر الطبري ٢٦ - ٣٤ والاتحاف ٣٩٤، وقد قرأ الجمهور بفتح الهمزة وابن وثاب وطلحة والأعمش وحمزة والكسائي وحفص بكسرها، وهو مصدر قالوا ذلك سرا فيما بينهم، وأفشاه اللّه عليهم.
(٤) سورة ق الآية ٤٠، وكرر فى ب، ش : وأدبار السجود.
(٥) فى ب، ش. وأنت تقول...


الصفحة التالية
Icon