معاني القرآن، ج ٣، ص : ٨٤
و قوله : كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ (١٧).
إن شئت جعلت ما فى موضع رفع، وكان المعنى : كانوا قليلا هجوعهم. والهجوع : النوم.
وإن شئت جعلت ما صلة لا موضع لها، ونصبت قليلا بيهجعون. أردت : كانوا يهجعون قليلا من الليل.
وقوله : وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (١٨) يصلون.
وقوله : وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (١٩).
فأما السائل فالطوّاف على الأبواب، وأما المحروم فالمحارف «١» أو الذي لا سهم له فى الغنائم.
وقوله : وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠).
فآيات الأرض جبالها، واختلاف نباتها وأنهارها، والخلق الذين «٢» فيها.
وقوله : وَفِي أَنْفُسِكُمْ (٢١).
آيات أيضا إن أحدكم يأكل ويشرب فى مدخل واحد، ويخرج من موضعين، ثم عنّفهم فقال :(أ فلا تبصرون)؟
و قوله : فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ (٢٣).
أقسم عز وجل بنفسه : أن الذي قلت لكم لحق مثل ما أنكم تنطقون. وقد يقول القائل :
كيف اجتمعت ما، وأنّ وقد يكتفى بإحداهما من الأخرى؟ وفيه وجهان : أحدهما «٣» : أن العرب تجمع بين الشيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلف لفظهما، فمن الأسماء قول الشاعر :
من النّفر اللائي الذين إذا هم يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا «٤»
فجمع بين اللائي والذين، وأحدهما مجزىء من الآخر.
وأما فى الأدوات فقوله :

(١) المحارف : الذي ليس له فى الإسلام سهم، وقيل : هو الرجل الذي لا يكون له مال إلا ذهب (تفسير الطبري ٢٦/ ١١).
(٢) فى ش : الذي. [.....]
(٣) فى ش : أن أحدهما، زيادة لا مكان لها.
(٤) الخزانة : ٣/ ٥٢٩، وفيها :(اعتزوا) بدل (هم) فى الشطر الأول، و(هاب الرجال) بدل (يهاب اللئام).


الصفحة التالية
Icon