معاني القرآن، ج ٣، ص : ٩٠
يقول : ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، «وَ ما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ» (٥٧) أن يطعموا أحدا من خلقى «إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ» (٥٨).
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعت - القوة، وإن كانت أنثى فى اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشدنى بعض العرب :
لكل دهر قد لبست أثوبا من ريطة واليمنة المعصّبا «١»
فجعل المعصّب نعتا لليمنه، وهى مؤنثة فى اللفظ لأن اليمنة ضرب وصنف من الثياب : الوشي، فذهب إليه.
وقرأ «٢» الناس - (المتين) رفع من صفة اللّه تبارك وتعالى.
وقوله [٥٦/ ا] عز وجل : فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً (٥٩).
والذنوب فى كلام العرب : الدلو العظيمة «٣» ولكن العرب تذهب بها إلى النّصيب والحظّ.
وبذلك أتى التفسير : فإنّ للذين ظلموا حظّا من العذاب، كما نزل بالذين من قبلهم، وقال الشاعر :
لنا ذنوب ولكم ذنوب فإن أبيتم فلنا القليب «٤»
و الذنوب : يذكّر، ويؤنّث.

(١) رواية القرطبي قال : وأنشد الفراء :
لكل دهر قد لبست أثؤبا حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا
من ريطة، واليمنة المعصبا
(٢) فى ح : قرأ.
(٣) فى ش : العظيم.
(٤) انظر البحر المحيط ٨/ ١٣٢، والقليب : البئر.


الصفحة التالية
Icon