معاني القرآن، ج ٣، ص : ٩٦
و كذلك قوله :«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» «١».
والمعنى - واللّه أعلم - انشق القمر واقتربت الساعة، والمعنى واحد.
وقوله عز وجل : ما كَذَبَ الْفُؤادُ (١١).
فؤاد محمد - صلى اللّه عليه - «ما رأى»، يقول : قد صدقه فؤاده الذي رأى، و«كذّب» يقرأ بالتشديد والتخفيف. خففها عاصم، والأعمش، وشيبة، ونافع المدنيان [٥٩/ ا] وشدّدها «٢» الحسن البصرىّ، وأبو جعفر المدني.
وكأن من قال : كذب يريد : أن الفؤاد لم يكذّب الذي رأى، ولكن جعله حقا صدقا وقد يجوز أن يريد : ما كذّب صاحبه الذي رأى. ومن خفف قال : ما كذب الذي رأى، ولكنه «٣» صدقه.
وقوله عز وجل : أفتمرونه (١٢).
أي : أفتجحدونه «٤».
حدثنا «٥» أبو العباس قال : حدثنا «٦» محمد بن الجهم. قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس بن الربيع عن مغيرة عن إبراهيم قال :«أ فتمرونه» - أفتجحدونه، «أَ فَتُمارُونَهُ» - : أفتجادلونه [حدثنا أبو العباس قال، حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال حدثنى ] «٧» حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه قرأها :«أ فتمرونه».
حدثنا محمد بن الجهم قال : حدثنا الفراء قال : حدثنا قيس عن عبد الملك بن الأبجر عن الشعبي عن مسروق أنه قرأ :«أ فتمرونه» وعن شريح أنه قرأ :«أَ فَتُمارُونَهُ». وهى قراءة العوام وأهل المدينة، وعاصم بن أبى النّجود والحسن.
وقوله عز وجل : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣).
(٢) فى ش : وشدها.
(٣) فى ش : ولكن.
(٤) وقوله (أ فتمرونه) قراءة حمزة والكسائي ومن وافقهما، والباقون يقرءون (أ فتمارونه) انظر الإتحاف : ٢٤٨.
(٥، ٦) ساقط فى ح، ش.
(٧) ما بين الحاصرتين زيادة من ح، ش.