سورة الذاريات: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٤﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴿٢٥﴾ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴿٢٦﴾ ).
سورة الحجر: (وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ ﴿٥١﴾ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ﴿٥٣﴾ ).
فلماذا لم يرد السلام في الحجر ولم يستكمل القصة كما في سورة الذاريات؟ هذا ليس اختلافاً في القصة ولكن اختلاف في ذكر المشاهد للقصة.
في سورة الذاريات قال تعالى (هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين) ذكر المكرمين فذكر ما يقتضي الإكرام وردّ التحية والإكرام، أما في سورة الحجر لم يذكر التكريم فلم يحتاج المقام ذكر ردّ إبراهيم.
فقد نقول ذهبنا إلى آل فلان وسلّمنا عليهم وبتنا عندهم ليلة ورجعنا ولم نقل ردّوا علينا السلام وطلبوا منا أن نبقى عندهم فوافقنا ونذكر كل التفاصيل التي حصلت. وقد نذكر في مقام آخر ذهبنا ورحّبوا بنا وأقسموا أن نبات عندهم وأصروا أن نُفطر عندهم (وفي هذا وصف دقيق حسب المقام ولم نقل سلّمنا عليهم لكن لم يؤثر على المعنى) وإلا كيف رحبوا بنا إذا لم نسلّم عليهم لكن المقام يُحدد ماذا نقول: هل نتحدث عن ضيافتهم أو عن سفرنا نحن؟