والتوسع في هذه الآية ليس بحذف حرف الجر فقط ولكن هناك توسع آخر هو في عدم الحذف أصلاً فيمكن أن لا يكون هناك حذف أصلاً، وهناك احتمال أن يكون هناك احتمال حذف فلو سألنا ما هو ميثاق الكتاب؟ الجواب: (أن لا يقولوا على الله إلا الحق) وهذه الجملة قد تكون عطف بيان أو بدل وهناك احتمالان آخران (أن) يحتمل أن تكون مصدرية أو تفسيرية وكذلك هناك إحتمالان لـ (لا) تحتمل أن تكون نافية أو ناهية إذن هناك تسعة احتمالات في هذه الآية الواحدة إحتمال حذف حرف الجر (الباء، في، على، اللام) واحتمال عدم الحذف (عطف بيان أو بدل) واحتمال أن (تفسيرية أو مصدرية) واحتمال لا ناهية أو نافية، فهذه تسعة احتمالات لمعاني في آن واحد وهذا توسع عجيب في هذه الآية الكريمة وقد تكون كل هذه المعاني مُرادة ولو أراد معنى محدداً لجاء بما يدل عليه.
مثال آخر قوله تعالى (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) هل المقصود (بأن أكون أول من أسلم) بحذف الباء أو (لأن أكون أول من أسلم) بحذف اللام وقد استعمل القرآن الكريم الحالتين في آيات أخرى ولو أراد اللام تخصيصاً ونصاً لقالها لكنه تعالى أراد المعنيين وهما مرادان والحذف في هذه الآية يدل على المعنيين معاً.