السياق في الآيات الأولى بدأ بتعذيب المنافقين والمنافقات وأخّر التوبة وهذا أصل السياق في الآيات (وإن لم ينته المنافقين) إلى أن ينتهي بهذه الآية الأخيرة أي أن أصل السياق في الآيات على المنافقين وليس على المؤمنين لذا قدّم عذابهم وأكده ولم يذكر المؤمنين.
أما في الآية الأخرى فنزلت حسب سياق الآيات في المؤمنين الصادقين (وصدقوا الله ورسوله) السياق مختلف تماماً نا وهو في المؤمنين لذا قدّمهم وأكرمهم وأخّر المنافقين ونزع اللام تماماً عكس الآية الأولى. وضع احتمال التوبة في الآية الثانية (ليجزي الله الصادقين بصدقهم) والكلام ليس للمؤمنين وإنما للصادقين منهم وسبب ذكر التعليق بالمشيئة في الآية الثانية ووضع احتمال التوبة لأن الآيات جاءت بعد وقعة الأحزاب لذا فتح مجال التوبة والدخول في الإيمان يفتح للمنافقين باب التوبة لذا جاءت (يعذّب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم) لأنهم ما زالوا في الدنيا أما الآية الأولى فهي في الآخرة (يوم تُقلّب وجوههم في النار) الكلام هنا في الآخرة ولم يكن هناك مجال للتوبة أو المشيئة ولم يفتح لهم باب الأمل في التوبة ولم يُعلقها بالمشيئة.
في آية الدنيا (إن الله كان غفوراً رحيما) أكّد المغفرة ليفتح للمنافقين باب التوبة والدخول في الإسلام حتى يغفر الله للعبد كل ما تقدّم. أما في آية الآخرة فلم يؤكّد ذلك فقال تعالى (وكان الله غفوراً رحيما) بدون توكيد. وتوكيد المشيئة واحتمال التوبة يقتضي توكيد المغفرة.
أما ذكر المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات والمؤمنين والمؤمنات ولم ترد في الآية الثانية وهذه في وقعة الأحزاب والوقعة هي للرجال لذا لم يرد ذكر النساء. أما العذاب في الآخرة فيطال الجميع ذكراناً وإناثاً فكلهم يطالهم العذاب أما الجزاء فيكون بخلاف ما ذُكر في وقعة الأحزاب عندما ذكر ما يخص الرجال (الصادقين بصدقهم) ولم يقل الصادقات ذلك لأن الموطن يقتضي ذلك.
مثال آخر: