تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٢٨
[البقرة : ٢/ ٤١- ٦٠].
وهي إنجاؤهم من فرعون وقومه، وعبورهم البحر سالمين من تهديد فرعون وجنوده، وقبول توبتهم وعفو اللّه عنهم، وإيتاء موسى التوراة الأصلية الفارقة بين الحق والباطل، والحلال والحرام ليهتدوا بها، وأمر موسى لهم بالتّخلي عن عبادة العجل التي فعلوها في مدة صومه وغيابه عنهم أربعين يوما (ميقات ربّه)، وإحياؤهم بعد موتهم ليستوفوا آجالهم المقدرة لهم بعد أن طلبوا من موسى أن يروا اللّه جهرة عيانا، فأماتهم اللّه يوما وليلة ثم بعثهم من بعد الموت، وإظلالهم بسحاب رقيق يقيهم حرّ الشمس حين مكثوا أربعين سنة حيارى تائهين في وادي التّيه بين الشام ومصر، وإنزال المنّ والسّلوى عليهم، وهو طعام مكوّن من حلوى وطير مطهو يقيهم غائلة الجوع، وأمرهم بدخول القرية المعلومة لهم للسكنى والأكل والشرب الهني فيها، ودخول الباب خاضعين مبتهلين إلى اللّه وحده، وطالبين المغفرة وحطّ الذنوب عنهم، فخالفوا وعصوا وقالوا بدل كلمة حِطَّةٌ : حبة في شعرة أي حنطة في زكائب شعر، ودخلوا زاحفين على مقاعدهم غير خاضعين لله، فعذبهم اللّه عذابا شديدا من السماء بسبب فسقهم وعصيانهم وهلك منهم سبعون ألفا، والنعمة العاشرة انفجار الحجر والصّخر اثنتي عشرة عينا بضرب موسى عصاه الحجر، فكان لكل جماعة منهم عين يشربون منها.