تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٢٨٠
الإحساس بتعظيم اللّه جل جلاله، وشعوره الذاتي بأن اللّه وحده هو الذي ينقذه في أثناء تعرضه للمحن والشدائد، أو عند تعرضه للمصائب والكوارث، فيقول الواحد لأخيه الإنسان : أسألك بالله أن تفعل كذا، وأسألك بإيمانك وتعظيمك له أن تقوم بكذا.
والجانب الثاني : تقوية بنية الأسرة وصلة الرحم بتذكير الناس بضرورة صلة الأرحام بالمودة والإحسان، وتجنب قطع العلاقات الأسرية، وتأكيد المحبة والتواصل فيما بين أبناء الأسرة الواحدة، وقد أخبر اللّه بأن الناس بإحساسهم الداخلي الذاتي يتساءلون بالأرحام، فيقول الواحد لقريبه : أسألك بما بيننا من قرابة أن تفعل كذا.
ثم ختم اللّه تعالى الآية بخاتمة رائعة تدل على وجوب تذكر وحدة الإنسانية ووحدة الأسرة بأن اللّه تعالى مطلع على كل شي ء من أعمالنا، رقيب حفيظ لكل عمل وحال، وأنه سبحانه لا يشرع لنا إلا ما فيه حفظنا ومصلحتنا، وهو الخبير بنا، البصير بأحوالنا.
حقوق الأيتام وتعدد الزوجات في الإسلام
الإسلام دين العفة والطهر، وهو أيضا دين العدل والحق، فكما أن هذا الدين يحرص على نقاوة المجتمع وطهر الرجل والمرأة من الفواحش والعلاقات غير المشروعة، كذلك هو أيضا يحرص على إقامة صرح العدالة في العلاقات الاجتماعية، ويقاوم الظلم ويحرم الجور لأن بالظلم خراب المدنيات ودمار الأمم، وبالعدل يتحقق الاستقرار والاطمئنان، فبالعدل قامت السماوات والأرض، وبالعفة والطهر والتخلص من الفواحش يصفوا المجتمع، وتتجانس الطبائع، ويتعاون الجميع على أسس واضحة لا نشاز فيها ولا شذوذ.