تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٣٣٤
و رفاهية تامة، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان. وقد أخبر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عن صفة ظل الجنة وامتداده،
فقال فيما أخرجه ابن جرير الطبري عن أبي هريرة :«إن في الجنة شجرة، يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مائة سنة ما يقطعها»
قال ابن كثير في معنى الظل الظليل : أي ظلا عميقا كثيرا غزيرا طيبا أنيقا.
وهذا الجزاء الطيب لأهل الإيمان من فضل اللّه ورحمته وإحسانه وجوده، إذ لا يدخل أحد الجنة بمجرد عمله، لأن عمله قليل بجانب فضل اللّه ونعمه، وإنما يدخل برحمة اللّه وإكرامه.
المنهاج العام للمسلمين
نظم الإسلام الحقوق الخاصة والحقوق العامة والدستورية، وقيد الأمة بقيود من أجل ضبط النظام وصون الحريات، وحفظ الأموال، وإعلاء كرامة الإنسان، ومن أهم هذه القيود النظامية : أداء الأمانات والحقوق المالية إلى أصحابها، وإصدار الحكم بالعدل والحق، وإطاعة اللّه والرسول فيما شرع وأمر، وإطاعة ولاة الأمور من العلماء والحكام في قضايا الدين وسياسة الدنيا.
قال اللّه تعالى :
[سورة النساء (٤) : الآيات ٥٨ الى ٥٩]
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً (٥٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (٥٩)
«١» «٢» «٣» [النساء : ٤/ ٥٨- ٥٩].
نزلت الآية الأولى في أداء الأمانات في عثمان بن طلحة بن عبد الدار، الذي كان
(٢) نعم الذي يعظكم به وهو ما ذكر.
(٣) أجمل عاقبة.