تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٤١
«١» [البقرة : ٢/ ٩٢- ٩٨].
تالله لقد جاءكم يا بني إسرائيل موسى بالمعجزات القاطعة الدّالة على صدق نبوّته ورسالته، كالعصا واليد، وبقية الآيات التّسع : وهي الطوفان والجراد والقمّل والدّم والضّفادع، وفرق البحر، والسّنون (القحط) ولم تزدهم تلك الآيات إلا توغلا في الشّرك والوثنية، ولم تشكروا نعمة اللّه، وإنما على العكس قابلتموها بالجحود والإنكار، واتّخاذ العجل إلها معبودا من دون اللّه، والعجل : هو الذي صنعه لهم السّامري من حليّهم التي أخذوها من مصر، وجعلوه إلها يعبد، وهم ظالمون كافرون بوضع الشي ء في غير موضعه، وأي ظلم أعظم من الإشراك بالله تعالى؟! واذكر أيها النّبي لليهود وقت أن أخذ اللّه على أصولهم العهد بأن يعملوا بما في التوراة، ويأخذوا بما فيها بقوة، فخالفوا الميثاق وأعرضوا عنه، حتى خوّفهم اللّه برفع جبل الطور فوقهم كأنه مظلّة إرهابا لهم، فقبلوه، ثم خالفوه، وقالوا : سمعنا وعصينا، ثم أوغلوا في المخالفة ووقعوا في الشّرك، واتخذوا العجل إلها، وخالط حبّه