تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٥٧
«١» «٢» «٣» [البقرة : ٢/ ١١٦- ١١٩].
نزلت هذه الآيات في اليهود حين قالوا : عزير ابن اللّه، وفي نصارى نجران حيث قالوا : المسيح ابن اللّه، وفي مشركي العرب الذين قالوا : الملائكة بنات اللّه. أسأل اللّه الهداية لجميع البشرية وأن يوفقهم لما فيه خيرهم ونجاتهم. ثم أنزل اللّه في أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة، كانوا أربعين رجلا من الحبشة وأهل الشام :
[سورة البقرة (٢) : آية ١٢١]
الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٢١)
[البقرة : ٢/ ١٢١].
ثم أكّد اللّه تعالى تذكير اليهود بالنعم التي أنعم بها عليهم، لتجديد ثقتهم ونشاطهم، وأمرهم بالخوف من الآخرة في قوله سبحانه :
[سورة البقرة (٢) : الآيات ١٢٢ الى ١٢٣]
يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٢٢) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣)
«٤» «٥» [البقرة : ٢/ ١٢٢- ١٢٣].
أيها الإسرائيليون الجاحدون : اذكروا نعمي الكثيرة الدينية والدنيوية التي أنعمت بها عليكم وعلى آبائكم، من الإنقاذ من أيدي الأعداء، وإنزال المنّ والسّلوى، والتمكّن في البلاد بعد المذلّة والقهر، وإرسال الأنبياء والرّسل منكم، والتفضيل على عالمي زمانكم، حتى تطيعوا الرّسل، وتتركوا الضّلال.

(١) أي مبدعهما وموجدهما.
(٢) أراد شيئا أو أحكم أمرا وحتّمه.
(٣) أحدث فيحدث.
(٤) عالمي زمانكم.
(٥) لا تقضي ولا تؤدي نفس.


الصفحة التالية
Icon