تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٦٥٧
«١» «٢» [الأعراف : ٧/ ٣٧- ٣٩].
قوله تعالى : فَمَنْ أَظْلَمُ هذا وعيد واستفهام على جهة التقرير، أي لا أحد أظلم ممن اختلق على اللّه الكذب، بأن أوجب ما لم يوجبه، أو حرّم ما لم يحرّمه، أو نسب إلى دينه حكما لم ينزله، أو نسب إلى اللّه ولدا أو شريكا، أو كذّب بآيات اللّه المنزلة، فأنكر القرآن مثل كفار العرب والعجم، أو لم يؤمن بالنّبي محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، أو استهزأ بالآيات أو تركها مفضلا عليها غيرها.
أولئك الكفرة جميعا ينالهم نصيبهم من الكتاب المقدّر، وهو الشقاء والسعادة التي كتبت له أو عليه، بحسب علم اللّه وعمل هذا المخلوق، حتى إذا جاءتهم الرّسل وهم ملائكة الموت يتوفونهم ويقبضون أرواحهم، سألتهم الرّسل تأنيبا وتوبيخا : أين الشركاء الذين كنتم تدعونهم وتعبدونهم في الدنيا من دون اللّه؟! ادعوهم يخلّصونكم مما أنتم فيه، فأجابوهم : لقد غابوا عنا وذهبوا، فلا ندري مكانهم، ولا نرجو منهم النفع والخير، ولا دفع الضّر. وأقروا واعترفوا على أنفسهم بأنهم كانوا بدعائهم وعبادتهم إياهم كافرين. وهذا الحوار عند قبض الأرواح زجر للكفار عن كفرهم، ودفع لهم إلى النظر والتأمل في عواقب أمورهم.
ثم أخبر اللّه تعالى عن جواب الملائكة لهؤلاء المشركين المفترين الكذب على اللّه والمكذبين بآياته : ادخلوا النار مع أمم أمثالكم وعلى صفاتكم، من فئة الجنّ والإنس.
(٢) مضاعفا.