تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٦٨٣
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الأعراف : ٧/ ٦٥- ٧٢].
تشبه قصة هود عليه السّلام مع قومه قصة نوح عليه السّلام مع قومه، إلا أن قوم هود كانوا كما تدلّ هذه الآيات أشدّ عنادا واستبدادا، وأكثر جدالا وإصرارا على تقليد الآباء والتّمسك بالوثنية والضّلال. قال هود : يا قوم، اعبدوا اللّه وحده، فليس لكم إله غيره، أفلا تتقون عذاب اللّه، وتبتعدون عن الشّرك والعصيان؟! وأخوة هود لقومه أخوة جنس وقرابة وقوم لا أخوة إيمان.
فقال أشراف القوم وهم الملأ الكفار : إنا يا هود لنراك سفيها أي سخيفا طائشا خفيف العقل، وإنا لنظن أنك أحد الكاذبين الذين يكذبون على اللّه في ادّعائهم الرسالة من اللّه.
قال لهم هود بأدب حسن وخلق عظيم مترفّعا عن مجاراتهم في سوء الأدب : ليس بي سفاهة أي ضلالة وحماقة، ولكني بحق رسول من ربّ العالمين، أرسلني إليكم لتبليغكم ما أرسلت به من التكاليف الإلهية، وأنا لكم ناصح فيما أدعوكم إليه، أمين فيما أبلغكم إياه، فلا أكذب على اللّه، وهذه صفات الرّسل : التّبليغ والنّصح والأمانة.

(١) قوة وعظما.
(٢) نعمه.
(٣) عذاب.
(٤) لعن وطرد.
(٥) آخر أي الجميع. [.....]


الصفحة التالية
Icon