تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٧١
«١» «٢» [البقرة : ٢/ ١٥٣- ١٥٧].
أخبر اللّه بأن المؤمنين يتعرضون للمصاب بشي ء قليل من الخوف والجوع ونقص الأموال بضياعها، والأنفس بموتها، والثمرات بقلّتها، لتهدأ القلوب وتسكن، وتستسلم إلى اللّه، راضين بقضائه وقدره إذا ما أصابهم شي ء من ذلك في الدنيا، محتسبين الأجر والثواب عند اللّه، قائلين : إنا لله وإنا إليه راجعون. والصابرون يوفون أجورهم بغير حساب، والشهداء تنزل عليهم المغفرة والرحمة من ربّهم الذي ربّاهم وتولّى أمورهم، وأولئك هم المهتدون إلى الأفعال النافعة وخير البلاد والوطن.
السّعي بين الصّفا والمروة وحكم كتمان آيات اللّه
من المعلوم أن السّعي بين الصّفا والمروة من شعائر الحج ومناسكه، وهو ركن لدى بعض الفقهاء
لقوله صلّى اللّه عليه وسلم فيما رواه الحاكم وغيره :«اسعوا فإن اللّه كتب عليكم السّعي».
وهو أيضا من أعمال العمرة، فمن قصد البيت الحرام للحج أو العمرة، فلا إثم عليه أن يسعى بين الصّفا والمروة، ويسنّ أن يدعو اللّه متّجها إلى الكعبة، ويرتفع الحاجّ والمعتمر فوق الصّفا الذي كان عليه في الجاهلية صنم على صورة رجل يقال له :(إساف) وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى (نائلة). زعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة، فمسخهما اللّه تعالى حجرين، ووضعهما على الصّفا والمروة

(١) لنختبرنّكم.
(٢) ثناء ومغفرة من اللّه تعالى.


الصفحة التالية
Icon