تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٨٣٤
«١» «٢» «٣» [التوبة : ٩/ ٧- ١٠].
هذه الآيات الكريمة بيان سبب البراءة من عهود المشركين وإمهالهم أربعة أشهر، ثم مناجزتهم بكل أنواع القتال، لتطهير الجزيرة العربية من الوثنية والفوضى والهمجية، والسبب واضح من جانب المشركين وهو نقضهم العهود ومعاملتهم بالمثل.
وجاء البيان على سبيل الاستفهام الإنكاري والتعجب والاستبعاد لأن يكون لهم عهد، وهم أعداء حاقدون، مضمرون الغدر، مشركون بالله، كافرون به وبرسوله، والشرك وكر الخرافات والأباطيل، ومهد التخلف والفوضى، أي محال أن يثبت لهم عهد، فلا تطمعوا أيها المؤمنون في ذلك. وعلى أي وجه يكون للمشركين عهد، وهم قد نقضوا العهود، وجاهروا بالتعدي.
ثم استثنى اللّه من نبذ العهد مع عموم المشركين : الذين عوهدوا عند المسجد الحرام، وهو الحرم كله، أي في ناحيته وجهته، وهم قبائل بني بكر وبني ضمرة الذين لم ينقضوا عهودهم المعقودة معهم يوم الحديبية، فهؤلاء حكمهم أنهم ما استقاموا لكم فاستقيموا لهم، أي حافظوا على عهدهم ما داموا محافظين عليه، قائمين على الوفاء به. فأما من لا عهد له، فقاتلوه حيث وجدتموه إلا أن يتوب.
(٢) يظفروا بكم.
(٣) أي لا يراعوا حلفا وجوارا وعهدا، ولا يحافظوا عليها ولا على القرابة، الإل : العهد والقرابة، والذمة : الأمان.