تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ١، ص : ٨٧١
اعتقدوه، بل جميع الأحداث مما قد كتبه اللّه للمؤمنين. والمؤمنون إذن متوكلون على اللّه.
ويجاب بجواب آخر للمنافقين : هل تنتظرون بنا إلا إحدى الحسنيين : إما النصر وإما الشهادة، أما نحن فننتظر بكم إحدى العاقبتين السيئتين : إما تعذيبكم من اللّه بعذاب أو بأيدينا : وهو السبي أو القتل.
إبطال ثواب المنافقين
قبول الأعمال عند اللّه تعالى مشروط بقاعدة أساسية وطيدة وهي ارتكاز الأعمال الصالحة على قاعدة الإيمان بالله تعالى، فيكون الكفر والنفاق كل منهما سببا لإحباط الثواب ورد العمل في وجه صاحبه، وعدم الإفادة منه في الدار الآخرة، فيقع الكافر والمنافق في ندم شديد، لا مجال للتخلص منه، قال اللّه تعالى عن أعمال الكافرين : وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (٢٣) [الفرقان : ٢٥/ ٢٣]. وقال سبحانه عن أعمال المنافقين :
[سورة التوبة (٩) : الآيات ٥٣ الى ٥٥]
قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (٥٣) وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (٥٤) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (٥٥)
«
١» [التوبة : ٩/ ٥٣- ٥٥].
نزلت الآية- كما روى ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال : قال الجدّ بن قيس : إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي، قال : ففيه