تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١١٥٣
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الرّعد : ١٣/ ١٢- ١٥].
هذه ألوان ملموسة محسوسة من مظاهر وآثار القدرة الإلهية، وتنبيه عليها وتذكير بها، فالله بإرادته وتدبيره يري الناس ظاهرة البرق والرّعد، تخويفا وتحذيرا، أما البرق : فهو ما يرى من النّور اللامع ساطعا من خلال السحاب، بسبب تقارب سحابتين في الشحنة الكهربائية، فيحدث الخوف من صواعق البرق، ويظهر الطمع في المطر. والله سبحانه هو الذي يوجد السّحب المحملة المترعة بالماء، فهي ثقال ببخار الماء وما يعقبه من أمطار.
وأما الرّعد : فهو الصوت المسموع خلال السحاب بسبب احتكاك الأجرام السماوية، وتصادم سحابتين مختلفي الشحنة الكهربائية. والرعد بصوته الهادر المخيف يسبح الله تعالى وينزهه، ويعلن بلسان الحال خضوعه لله، وانقياده لقدرته وحكمته.
وتسبّح الملائكة ربّهم وتنزهه عن الصاحبة والولد، لما يرون من جلال الله وهيبته.
روى الإمام أحمد والبخاري في الأدب وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم : أنه كان إذا سمع الرّعد قال :«اللهم لا تهلكنا بغضبك، ولا تقتلنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك».
فالرّعد والبرق إما بشير خير أو نذير شرّ.
والله تعالى يرسل الصواعق للتّنبيه على القدرة والتّذكير بالنقمة، ينتقم الله بها
(٢) لله دعوة الحق وهي كلمة التوحيد.
(٣) ينقاد ويخضع. [.....]
(٤) أول النهار.
(٥) آخر النهار.