تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١١٩٤
عكسي وتأثير سلبي، تضرّ ولا تفيد، وهي كالوباء، ولا خير فيها ولا بقاء. والله سبحانه يثبّت أهل الحق، ويضلّ أصحاب الظّلم والجور، قال الله تعالى واصفا ومقارنا بين الكلمة الطيّبة كلمة الحق، والكلمة الخبيثة : كلمة الباطل ومبيّنا مثل كلّ منهما :
[سورة إبراهيم (١٤) : الآيات ٢٤ الى ٢٧]
أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (٢٦) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ (٢٧)
«١» «٢» «٣» [إبراهيم : ١٤/ ٢٤- ٢٧].
هذه مجموعة من المعارف المتعلقة بالكلام وضرب الأشباه والأمثال لكل نوع منه، سواء أكان كلاما حسنا وحقّا ثابتا، أم كلاما سيّئا وباطلا زائلا. وهو تشبيه المعنويات بالحسّيات المشاهدات، لترسيخ المعاني في الأذهان، كما هو الشأن في بيان القرآن الوصفي البليغ المحكم. والمعنى :
ألم تعلم أيها المخاطب العاقل كيف ضرب الله لك مثل الكلمة الطيّبة ومثل الكلمة الخبيثة، إن الكلمة الطيّبة وهي كلمة الحق والتوحيد والإسلام ودعوة القرآن كالشجرة الطيبة وهي النخلة ذات الأوصاف الأربعة :
- فهي شجرة طيبة الرائحة والطعم والمذاق، جميلة المنظر والشكل. وطيبة المنفعة، يستلذّ بها الآكل، وينتفع بها الإنسان نفعا شاملا.
- وأصلها ثابت، أي راسخ باق متمكّن في الأرض، لا ينقلع، يدوم صيفا وشتاء.
(٢) اقتلعت من أصلها.
(٣) استقرار.