تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٤١٧ وتلك هي السنة ومنهاج العقيدة. وقل أيها الرسول : عسى أن يوفقني ربي لشي ء آخر بدل المنسي أو أقرب خيرا ونفعا، فإذا سئلت عن شي ء لا تعلمه، فاسأل الله تعالى فيه، وتوجّه إليه في أن يوفقك للصواب والرشاد في ذلك.
وأما مدة بقاء أهل الكهف نياما فهي مقدار ثلاث مائة سنة وتسع سنوات هلالية، وهذه المدة تعادل ثلاث مائة سنة شمسية، فإن التفاوت ما بين كل مائة سنة قمرية ومائة سنة شمسية هو ثلاث سنين.
وإذا سئلت عن مدة لبثهم، ولا علم لك في ذلك فقل : اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا أي لا يعلم ذلك إلا تعالى أو من أعلمه به من خلقه، فلا تتعجل بالأخبار، ما لم يكن عندهم دليل عليها، فلله غيب السموات والأرض، وهو العالم بكل شي ء، وأعلم من الذين اختلفوا في مقدار مدة لبثهم، وإن الله تعالى لبصير بأحوال الناس، سميع لهم، ما للناس من دون الله متول يلي أمورهم، وليس له وزير ولا نصير، ولله سبحانه الخلق والأمر، لا معقّب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مشارك له في القضاء وليس له شريك ولا نظير ولا مشير.
القضاء على الامتيازات
لم تكن شرائع الإسلام وأحكامه ومبادئه مجرد شعارات ونظريات غير قابلة للتطبيق أو غير محترمة في واقع الناس، وإنما كل ما جاء به الإسلام كان نابعا من الواقع وقائما على الواقع ومطبقا تطبيقا فعليا في الواقع العملي، ومن أهم ما نادى به الإسلام وقرره : وجود المساواة الفعلية بين الناس، والقضاء على جميع مظاهر الامتيازات والفوارق الاجتماعية في العبادات والمعاملات والقضاء والحكم


الصفحة التالية
Icon