تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٤٢٦
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» [الكهف : ١٨/ ٣٧- ٤٤].
لقد أجاب الرجل المؤمن صاحبه المفتون ببساتينه وثرواته حينما كان يحاوره، واعظا له، وزاجرا عما هو فيه من الكفر والاغترار، فقال : أكفرت بمن خلقك في أصل الخلقة من تراب، لأن خلق آدم أبي البشر من تراب خلق لذريته، وكذلك الغذاء من النبات، وغذاء النبات من الماء والتراب، ثم يتحول هذا الغذاء دما، يتحول بعضه إلى نطفة، تكون وسيلة للإنجاب، ثم خلق البشر السوي التام الأعضاء.
لكني أنا لا أقول بمقالتك، بل أقر لله بالوحدانية والربوبية، ولا أشرك به أحدا، بل هو الله المعبود وحده لا شريك له.
وهلا إذا أعجبتك جنتك (بستانك) حين دخلتها، قلت : ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، أي الأمر ما شاء الله، والكائن : ما قدره الله.
أ تستصغرني إذ كنت أقل منك مالا وثروة، وأولادا وعشيرة، في هذه الدنيا الفانية، فإني أتوقع انقلاب الحال في الآخرة، وأرجو أن يعطيني الله خيرا من جنتك (بستانك) في الدار الآخرة، ويرسل على جنتك في الدنيا حسبانا من السماء، أي عذابا كالبرد الشديد والصقيع أو الطوفان أو الصاعقة المحرقة، فتصبح جنتك خالية
(٢) ترابا مزلقة.
(٣) غائرا في الأرض.
(٤) أهلكت أمواله.
(٥) كناية عن الندم. [.....]
(٦) ساقطة على سقوفها.
(٧) النصرة لله وحده.
(٨) عاقبة لأوليائه.