تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٤٩٧
«
١»
«٢» «٣» «٤» «٥» «٦» [مريم : ١٩/ ٧٣- ٧٦].
سبب نزول هذه الآية : أن كفار قريش، لما كان الرجل منهم يكلم المؤمن في معنى الدين، فيقرأ المؤمن عليه القرآن، ويبهره بآيات النبي صلّى اللّه عليه وسلّم كان الكافر منهم يقول :
إن الله إنما يحسن لأحب الخلق إليه، وإنما ينعم على أهل الحق، ونحن قد أنعم علينا، فنحن أغنياء وأنتم فقراء، ونحن أحسن مجلسا وأجمل شارة، فهذا المعنى ونحوه هو المقصود بالتوقيف، في قوله تعالى : أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ وزعيم هذه المقالة : هو النضر بن الحارث وأشباهه من قريش، حينما رأوا أصحاب النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في خشونة عيش، ورثاثة ثياب، وهم في غضارة العيش، ورفعة الثياب.
ومعنى الآيات : وإذا تليت على الكفار المشركين آيات القرآن الكريم، واضحة الدلالة والبرهان، بينة المقصد والغاية، أعرضوا عن ذلك، وقالوا مفتخرين على المؤمنين : أي الفريقين (المؤمنين والكافرين) خير منزلا ومسكنا، وأكبر جاها وأكثر أنصارا؟ وقوله تعالى : وَأَحْسَنُ نَدِيًّا أي مجلسا، وهو مجتمع الرجال للحديث.
فرد الله تعالى عليهم شبهتهم بأنه كثيرا ما أهلكنا قبلهم من الأمم السابقة المكذبين رسلهم بكفرهم، وكانوا أحسن من هؤلاء متاعا ومنظرا.

(١) الندي والنادي : مجلس القوم.
(٢) أمة أو جماعة.
(٣) أي منظرا حسنا. وأثاثا : متاعا من المفروشات والثياب ونحوها.
(٤) يمهله استدراجا.
(٥) أقل أعوانا.
(٦) مرجعا وعاقبة.


الصفحة التالية
Icon