تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٥٠٧
«١» «٢» «٣» «٤» [مريم : ١٩/ ٩٦- ٩٨].
هذه خاتمة سورة مريم التي ذكر فيها قصص عدد من كبار الأنبياء المشهورين كزكريا ويحيى وعيسى وموسى وهارون عليهم السلام، وذكر فيها أحوال الكفار والمشركين في الدنيا والآخرة، وتوّجت هذه السورة ببيان أحوال المؤمنين الصالحين، وهي ما يأتي :
إن الذين آمنوا وصدقوا بالله ورسله، وبخاتم النبيين محمد عليهم الصلاة والسلام، وعملوا صالح الأعمال : من أداء الفرائض والتطوعات، وأحلوا الحلال، وحرموا الحرام، وفعلوا ما يرضي الله تعالى، سيغرس الله محبتهم في قلوب الصالحين، ويضع القبول في النفوس لمن يحبه الله من عباده.
روى أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال :«إذا أحب الله عبدا، نادى جبريل : إني قد أحببت فلانا فأحبه، فينادي في السماء، ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض. وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل : إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء، ثم ينزل له البغضاء في الأرض».
التقت الآية والحديث في غرس أصل الود والمحبة في القلوب في الأرض والسماء لأولئك المؤمنين أهل الصلاح والتقوى والعمل الصالح. وطريق الصلاح والاستقامة : هو اتباع منهج القرآن وحكمه، ومعرفة ما في القرآن من آداب، وأحكام وشرائع : سهل يسير، لسهولة تلاوته وفهم مضمونه. وقد يسر الله القرآن للنبي بإنزاله على قلبه بلغة قومه : وهي اللغة العربية، وفصّله وسهّله، لتبشير المتقين
(٢) أمة.
(٣) تجد.
(٤) أي صوتا خفيا. [.....]