تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٥٣٩
«١»»
«٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [طه : ٢٠/ ٧٧- ٨٢].
لما انقضى أمر السحرة، وغلب موسى وقوي أمره، وعده فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل، فأقام موسى عليه السلام على وعده، حتى غدر به فرعون، ونكث وعده، وأعلمه أنه لا يرسلهم معه، فبعث الله تعالى الآيات على فرعون وقومه، وهي الجراد والقمّل وغيرها، وبعد هذا الآيات أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يخرج ببني إسرائيل من مصر، في الليل ساريا. والسّرى : سير الليل. والآيات تدوّن هذه المسيرة. ومفادها : ولقد أوحينا إلى النبي موسى أن يسير ببني إسرائيل من مصر ليلا، دون أن يشعر بهم أحد، وأمرناه أن يتخذ لهم طريقا في البحر (البحر الأحمر) يابسا، لا ماء فيه ولا طين، وقلنا له : أنت آمن، لا تخاف دركا، أي إدراكا ولحوقا بكم، ولا تخشى أن يغرق البحر قومك، وكان هذا الإنقاذ حينما كان قوم موسى قوما صالحين، لذا عبر عنهم بقوله تعالى : أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي.
فتبعهم فرعون وجنوده في الطريق اليابس في أرض البحر بقدرة الله، فغشيهم من البحر ما غشيهم، حيث أطبق عليهم ماء البحر، وتكرار (غشيهم) للتعظيم والتهويل.
وأضل فرعون قومه عن سبيل الرشاد، وما هداهم إلى طريق النجاة، حينما سلك

(١) لا تخشى إدراكا ولحاقا.
(٢) علاهم.
(٣) مادة حلوة كالعسل.
(٤) الطائر المعروف بالسّماني.
(٥) لا تكفروا بالنعم. [.....]
(٦) فيقع عليكم ويلزمكم.
(٧) هلك.


الصفحة التالية
Icon