تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٥٨٠
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الأنبياء : ٢١/ ٣٤- ٤١].
سبب نزول هذه الآيات :
أن بعض المسلمين قال : إن محمدا لن يموت، وإنما هو مخلّد، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنكره، ونزلت هذه الآية.
وفي رواية أخرى : نزلت هذه الآية، لما قال الكفار : إن محمدا سيموت قائلين : نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ [الطور : ٥٢/ ٣٠].
والمعنى : قضى الله تعالى ألا يخلّد في الدنيا بشرا ولا نفسا، فلن يكتب الخلود لأحد، فلا نخلد أحدا، ولا أنت نخلّدك أيها النبي، وقد قدّر لك أن تموت كسائر الرسل المتقدمين قبلك، فهل إذا مت أيها الرسول يبقى هؤلاء المشركون بربهم؟ لا، بل الكل ميتون، فلا أمل في أن يعيشوا بعدك. وهذا رد على المشركين الذين كانوا يتمنون موت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، وكانوا يقدّرون أنه سيموت، فيشمتون بموته، فلا محل لهذه الشماتة لأن الموت نهاية طبيعية لكل حي، حتى الملائكة والجن يموتون، لقوله تعالى : كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٢٦) وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (٢٧) [الرحمن : ٥٥/ ٢٦- ٢٧].
ثم أكد الله تعالى موت الأنفس بقوله : كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ أي كل مخلوق إلى الفناء، وكل نفس ذائقة مرارة الموت، قبل مفارقتها الجسد، فيكون المراد بالنفس هنا : كل نفس مخلوقة.

(١) لا يمنعون.
(٢) فجأة.
(٣) تحيرهم.
(٤) يمهلون.
(٥) أحاط.


الصفحة التالية
Icon