تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٨٧٤
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» [النّمل : ٢٧/ ٢٩- ٣٧].
المعنى : قالت بلقيس لأعيان قومها ومستشاريها : أيها الأشراف، إني ألقي إلي كتاب كريم، مرسل من نبي الله سليمان، وهو ملك كريم، مضمونه : إن هذا الكتاب من النّبي سليمان، مبدوء ببسم الله الرّحمن الرّحيم، وفي البسملة دلالة على إثبات وجود الله وتوحيده، وقدرته ورحمته، وفيه نهي عن التّرفع الذي يحجب وصول الحقّ إلى النفوس، ويصرف عن اتّباع الأهواء، ويأمر باعتناق الإسلام، والإسلام كلمة جامعة لأصول الفضيلة، ومعالم الدين، والإقرار بوجود الله وتوحيده.
فأفتوني أيها المستشارون في هذا الأمر، ومضمون هذا الكتاب، ما كنت قاطعة أمرا ولا قاضية في شي ء، حتى تحضرون وتشيرون فيه. وهذا موقف يدلّ على عقل ورشد، وحكمة في السياسة، وبعد نظر في الأمور.
فأجاب أشراف القوم (الملأ) : نحن أصحاب قوة جسدية وعددية، وذوو قوة وبأس، وشجاعة في الحروب، ومستعدّون للدفاع والقتال، فانظري في شأن إعلان الحرب على سليمان.
فقالت بلقيس لهم حين استعدّوا للصمود معها ومحاربة سليمان : إن الملوك إذا

(١) لا تتكبّروا علي.
(٢) منقادين.
(٣) تحضرون. [.....]
(٤) أصحاب نجدة وقوة في الحرب.
(٥) لا طاقة لهم.
(٦) ذليلون بالأسر.


الصفحة التالية
Icon