تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٢، ص : ١٨٨٩
بالحشر والمعاد وبعث الأجساد، قال الله تعالى واصفا إنكار العبث من فئة أهل الشّرك :
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٦٧ الى ٧٥]
وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (٦٧) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٦٩) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (٧٠) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٧١)
قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (٧٢) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (٧٤) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٧٥)
«١» «٢» «٣» «٤» [النّمل :
٢٧/ ٦٧- ٧٥].
ردّ الله تعالى في هذه الآيات على إنكار المشركين البعث واستبعاد إعادة الأجسام أحياء من القبور. فقالوا : أنخرج من قبورنا أحياء بعد مماتنا، وبعد أن بليت أجسادنا وصارت ترابا؟! ما زلنا نسمع كثيرا بهذا، ووعدنا نحن وآباؤنا من قبل بإتيان القيامة، ولكن لا نلمس له حقيقة ولا وقوعا، ولم نشاهد قيام أحد من قبره بعد موته، فما هذا الوعد بإعادة الأجساد كما زعموا إلا أسطورة أي خرافة وأكذوبة، يتناقلها الناس بعضهم عن بعض، إنهم هم السطحيون الخرافيون، وليسوا أولئك المؤمنين بالبعث والمعاد والحساب.
أرشد الله تعالى هؤلاء المنكرين للآخرة إلى صواب الاعتقاد، فقل لهم أيها الرسول : سيروا في بلاد العرب كلها وغيرها، فانظروا مصير من سبقكم من
(٢) حرج.
(٣) لحقكم.
(٤) ما تخفي.