تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ١٩٩٣
«١» «٢» «٣» [الرّوم : ٣٠/ ٢٠- ٢٧].
الآية الأولى : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ نزلت فيما أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : تعجّب الكفار من إحياء الله الموتى، فنزلت : وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ...
والمعنى : من آيات الله تعالى الدّالّة على عظمته وتمام قدرته على الخلق والإعدام، أن الله تعالى خلقكم أيها البشر في الأصل والبدء من تراب، وجعل مصدر غذائكم من لحوم الحيوان والنبات من التراب، ثم بعد إنشائكم ووجودكم لإعمار الأرض وتقدّمها تتوزّعون فيها لأغراض شتى، من بناء المدائن والحصون، وزراعة الأرض والحقول، والانتقال في الأسفار لكسب المعايش وتحصيل الأرزاق، وجمع الأموال.
وللحفاظ على النوع الإنساني، جعل الله تعالى من العلامات الدّالة على قدرته ورحمته وهيمنته : خلق النّساء من جنس الرجال، وإيجاد ووشائج وصلات وثيقة بين الرجل والمرأة، قائمة على المودّة (أي المحبة) والرحمة (أي الشفقة) ليتعاون الجنسان على

(١) لتميلوا إليها وتألفوها.
(٢) مطيعون منقادون له.
(٣) الوصف الأعلى في المكان.


الصفحة التالية
Icon