تفسير الوسيط (الزحيلي)، ج ٣، ص : ٢٠٢٣
تعالى جعلهم في غاية الضلال وأقصاه. والمراد بسؤالهم أن يوجدوا ما خلق الأصنام والأوثان وغيرها ممن عبد : أنهم لم يخلقوا شيئا، بل هذا الذي فيه قريش هو ضلال مبين.
إن التحدي بإيجاد شي ء وخلقه هو أكبر وأعظم دليل على وجود اللّه وقدرته، ولا يستوي الخالق وغير الخالق، كما جاء في آية أخرى : أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل : ١٦/ ١٧].
وصايا لقمان الحكيم لابنه
- ١- الشكر لله والتحذير من الشرك ومن عقوق الوالدين
إن فساد عقائد المشركين يرشد إليه العقل السديد والحكمة، وإن لم يكن هناك نبوة، بدليل أن لقمان الحكيم بحكمة اللّه تعالى : وهي الصواب في المعتقدات والفقه في الدين والعمل، أرشده عقله إلى إثبات توحيد اللّه وعبادته، والتخلق بالخلق الكريم من غير وساطة نبي أو رسول.. ولم يكن لقمان على الراجح نبيا، وإنما كان رجلا صالحا كالخضر عليه السلام،
قال ابن عمر رضي اللّه عنهما فيما أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي مسلم الخولاني : سمعت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يقول :«لم يكن لقمان نبيا، ولكن كان عبدا كثير التفكير، حسن اليقين، أحب اللّه فأحبه، فمنّ اللّه عليه بالحكمة وخيّره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق، فقال : ربّ إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء، وإن عزمت علي فسمعا وطاعة، فإنك ستعصمني».
وكان لقمان قاضيا في بني إسرائيل، نوبيا أسود. وحكمه كثيرة مأثورة، قيل له :